كلنا اخوه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شبابى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الامام الشافعي الجزء الثانى عشر والاخير

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوالوفا احمد ابوالوفا
Admin
ابوالوفا احمد ابوالوفا


عدد المساهمات : 433
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 20/09/2010
العمر : 41
الموقع : https://abou.sudanforums.net/forum.htm

الامام الشافعي الجزء الثانى عشر والاخير Empty
مُساهمةموضوع: الامام الشافعي الجزء الثانى عشر والاخير   الامام الشافعي الجزء الثانى عشر والاخير I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 30, 2010 12:45 pm

وفي مصر تحدث الشافعي عن الشورى ومكانتها في الإسلام، واعتبرها فرضا على الحاكم والمحكوم .. بها أمر الله ورسوله .. وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقول فيما لم ينزل فيه وحي "أشيروا علي أيها الناس" .. وما كان في حاجة إلى مشورة، ولكنه أراد أن يسن لولي الأمر من بعده، وروى عن أحد الحكماء أنه قال: "ما أخطأت قط، إذا حزبني أمر شاورت قومي، ففعلت الذي يرون، فإن أصبت فهم المصيبون وإن أخطأت فهم المخطئون. وعلى الحاكم أن يستشير أهل الرأي، ويأخذ برأيهم فيما فيه مصالحهم. ومن العدل أن يحسن اختيار الولاة،
فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من ولى من أمر المسلمين شيا فولي رجلا وهو يجد من هو أصلح للمسلمين منه، فقد خان الله ورسوله والمؤمنين"
والشافعي يرى أن الحاكم واجب الطاعة مادام الناس قد اختاروه باختيار حر، وبيعة لا إكراه فيها ولا زيف، وإن كان هذا الحاكم قد غلب على الأمر وانتزعه من صاحبه .. وهو يكتسب الشرعية من مبايعة الرعية فإن رأوا في أمر الحاكم ما يخالف الله ورسوله فلهم ألا يطيعوه.
واستند في هذا إلى ما كان بين عثمان وعلي، فقد هاجم أبو ذر الكانزين وعاب سلوك معاوية وجماعته، فشكاه إلى أمير المؤمنين عثمان بن عفان، فنهاه، فلم يسكت أبو ذر، فنفاه الخليفة إلى مكان منقطع بالصحراء اسمه "الربذة" وأمر بأن يتجافاه الناس، غير أن علي بن أبي طالب صحب أبا ذر، وودعه كما ودعه عدد من الصحابة!.
فقال عثمان لعلي: " .. ألم يبلغك أني نهيت الناس عن أبي ذر وعن تشيعه؟. فقال علي: "أو كل ما أمرتنا به من شيء نرى طاعة الله والحق في خلافه اتبعنا أمرك؟ بالله لا نفعل". ثم إن الشافعي اهتدى إلى أن عمل أهل المدينة ليس حجة على المسلمين في كل البلاد، فقد انتشر الصحابة في كل الأقطار وعلموا الناس، وقد وجد في عمل أهل مصر ما هو أدنى للعدل وروح الشريعة، كاستحقاق الزوجة لنصف المهر عند الطلاق.
بهذه الآراء الجديدة جلس الإمام الشافعي يعلم الناس ويحاورهم في حلقاته الثلاث حلقة القرآن، وحلقة الحديث، وحلقة الأدب والمعارف الإنسانية .. وفي هذه الحلقات لخص قواعد أصول الفقه بقوله: "نحكم بالكتاب والسنة المجمع عليها التي لا اختلاف فيها، فنقول لهذا حكمنا بالحق في الظاهر والباطن، ونحكم بنسبة رويت عن طريق الانفراد لا يجتمع الناس عليها أي الأحاديث التي يرويها أحاد، ونحكم بالإجماع ثم القياس وهو أضعف من هذا، ولكنه منزلة ضرورية لأنه لا يحل القياس والخبر موجود" .. وفي الحق أن الإمام الشافعي كلف نفسه من المشقة ما لا تحتمله طاقة بشر.
فقد أعاد في نحو خمسة أعوام كتابه ما ألفه في نحو ثلاثين عاما، وزاد على ذلك كتبا جديدة كتبها أو أملاها". وبلغ مجموع ما كتبه في مصر آلاف الصفحات، وجمع معظم ما ألفه في مصر في كتاب "الأم" وشرع يدرس هذا كله في حلقاته، ويحاور فيه، وينصح مستمعيه ألا ينظروا في علم الكلام الذي يبحث في القدر والجبر وصفات الله، وأن يهتموا من علوم الدين بالفقه.
وقال: "إياكم النظر في الكلام فإن الرجل أو سئل عن مسألة في الفقه فأخطأ فيها "كما لو سئل عن رجل قتل رجلا فقال ديته بيضة كان أكثر شيء إن يضحك منه، ولو سئل عن مسألة في الكلام فأخطأ فيها نسب إلى البدعة". أجهده طول الجلوس للكتابة والتدريس فاشتدت عليه علة البواسير ومرض الأطراف.
ولعل أخطر وأحرج ما كان يدور فيه الحوار في حلقات الإمام الشافعي هو خلافه مع الإمام مالك. ففي مصر من الحمقى والمتعصبين من لا يطيقون أن يجهر أحد بالخلاف مع مالك. وقد اجتمع بعض هؤلاء بزعامة الفقيه الأحمق "فتيان" وطرح مسألة خلافية؟ وساق "فتيان" أدلة مالك في المسألة، وساق الشافعي أدلته .. وظهر الشافعي على "فتيان" وأقحمه فضاق صدر "فتيان" وانفجر حمقه وشتم الإمام الشافعي شتما قبيحا.
وكان "فتيان" هذا قد كرر العدوان على الإمام الشافعي، والشافعي يصفح عنه. ولكن أصحاب الشافعي ذهبوا هذه المرة للوالي ورووا ما كان من أمر "فتيان" مع إمامهم، وحقق الوالي الشكوى وشهد الشهود على "فتيان" ولكن الإمام الشافعي سكت حين سأله الوالي فقال الوالي "لو شهد الشافعي على فتيان هذا لقطعت رأسه".
وأمر الوالي بأن يضرب "فتيان" بالسياط، ثم طيف به على جمل، وقد حلقت لحيته وشاربه ورأسه، ومن أمامه المنادي ينادي: هذا جزاء من سب آل رسول الله صلى الله عليه وسلم". ولم يكن الإمام الشافعي سعيدا بما حدث ..
عاد إلى بيته مهموما، وغلبه نزيف البواسير، فقد بلغ به الجهد الذي بذله وأثر فيه الانفعال.
وقال لمن حوله: إنه ليعرف علته، ولكنه يخالف فيها الطب. فقد كانت علته تتطلب منه الراحة وعدم إطالة القعود في الكتابة أو في الحلقات. وزاره طبيب مصري. فتناظرا في الطب، فأعجب به الطبيب المصري، وتمنى عليه أن يشتغل بالطب فقال الشافعي ضاحكا وهو يشير إلى أصحابه المنتظرين خارج غرفته "هؤلاء لا يتركونني".
وخرج الشافعي من داره بعد أيام إلى حلقته من جديد. وتربص به بعض السفهاء ممن تعصبوا لفتيان .. حتى إذا خلت الحلقة من أصحاب الإمام الشافعي، وبقى وحده، وخلا الجامع من رواده، باغته السفهاء، وانقضوا عليه يضربونه ضربا عنيفا بهراوات كانوا قد أخفوها في ملابسهم .. وظلوا يضربونه حتى سقط مغشيا عليه، وهربوا. وحمل الإمام إلى منزله فاقد الوعي، وعندما أفاق أخذ يعاني أوجاع الضرب، وآلام الصدمة، والنزيف!!
ولم يسعفه العلاج فأرسل إلى السيدة نفيسة يسألها الدعاء كما تعود كلما ألم به مرض من قبل، فقالت لرسول الإمام "احسن الله لقاءه ومتعه بالنظر إليه" فعلم أنها النهاية. وجاءه أحد عواده يقول له: "قوى الله ضعفك يا إمام" فتبسم الشافعي ورد عليه: "قوى الله ضعفي؟! أتدعوا الله أن يزيدني ضعفا؟ .. ادع الله أن يذهب عني ضعفي وأن يقوي عافيتي لا ضعفي".
ونصحه أن يعني هو سائر الفقهاء بإتقان علوم اللغة العربية والعلة تشتد والنزيف يستمر .. فنادى أحد أصحابه الذين لزموا داره خلال العلة وطلب منه أن يقرأ عليه ما بعد العشرين والمائة من سورة آل عمران.
"وأوصى لجواريه الثلاث وغلامه، وترك لأبنائه ولأهله إرثهم الشرعي" . حتى إذا كانت الجمعة 28 من رجب سنة 204 هـ. انتقل إلى جوار ربه وهو في الرابعة والخمسين، وبعد أن ملأ طباق الأرض فقها وعلما، خلال هذا العمر القصير.
وشيع يوم الجمعة آخر رجب وحملت جنازته إلى بيت السيدة نفيسة، فصلت عليه وقالت: "رحمه الله، كان رجلا يحسن الوضوء" .. وهي تعني بالضوء أصل العبادة أي أنه كان رجلا صالحا حسن العبادة. وهكذا قضى الشافعي شهيد الرأي، بعد حياة حالفة بالنضال الفكري.
وعندما علم احمد بن حنبل بوفاته بكى وقال "إنا لله وإنا إليه راجعون .. رحمه الله كان كالشمس في الدنيا وكالعافية للناس. فانظر هل لهذين من خلف أو لهما عوض؟". ولكن الإمام احمد بن حنبل كان نعم الخلف وخير العوض.


منقول من موقع نور الله
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abou.sudanforums.net
 
الامام الشافعي الجزء الثانى عشر والاخير
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الامام مالك بن انس الجزء السابع والاخير
» الامام أبوحنيفة النعمان الجزء الخامس والاخير
» الامام مالك بن أنس الجزء الثانى
» الامام الشافعى الجزء الثانى
» الامام أحمد بن حنبل الجزء الثانى

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلنا اخوه :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: المنتدى الاسلامى العام :: قسم خاص بالصحابه :: قسم خاص بالشخصيات الاسلامية-
انتقل الى: