قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله في كتابه الماتع : صيد الخاطر
فصل : البصر في العواقب من عاين بعين بصيرته تناهي الأمور في بداياتها نال خيرها ونجا من شرها ، و من لم ير العواقب غلب عليه الحس فعاد عليه بالألم ما طلب من السلامة ، و بالنصب ما رجا من الراحة .و بيان هذا في المستقبل يتبين في ذكر الماضي وهو أنك لا تخلو ان تكون عصيت الله في عمرك أو أطعته . فأين لذة معصيتك ؟ و أين تعب طاعنك ؟ هيهات راح كل بما فيه ! فليت الذنوب إذا تخلت خلت ! و أزيدك في هذا بيانا مثل ساعة الموت وانظر إلى مرارة الحسرات على التفريط ولا أقول : كيف تغلب حلاوة اللذات ؛ لأن حلاوة اللذات استحالت حنظلا فبقيت مرارة الأسى بلا مقاوم ، أتراك ما علمت أن الأمر بعواقبه ؟ فراقب العواقب تسلم و لا تمل مع هوى الحس فتندم .