كلنا اخوه
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


شبابى
 
الرئيسيةالبوابةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 الامام الشافعى الجزء التاسع

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
ابوالوفا احمد ابوالوفا
Admin
ابوالوفا احمد ابوالوفا


عدد المساهمات : 433
السٌّمعَة : 1
تاريخ التسجيل : 20/09/2010
العمر : 41
الموقع : https://abou.sudanforums.net/forum.htm

الامام الشافعى الجزء التاسع Empty
مُساهمةموضوع: الامام الشافعى الجزء التاسع   الامام الشافعى الجزء التاسع I_icon_minitimeالخميس سبتمبر 30, 2010 12:41 pm

عاد الشافعي من بغداد، ولا يزال في أذنيه طنين من ضجيج المناظرات .. وقد أتاح له مقامه الطويل هناك أن يقترب من أهل الرأي، وأن يقرب أهل السنة من الرأي .. وأن يقنع بعض أهل الرأي بما عند أصحاب السنة .. ومازالت صور من محاوراته مع محمد بن الحسن تلح عليه .. في حواره مع محمد بن الحسن شيخ أهل الرأي في العراق بعد الإمام أبي حنيفة كان الشافعي يحاول أن يقرب المذهبين، وكان مفتونا بذلك الطريق الوسط الذي اختطه الإمام الليث بن سعد المصري بين أصحاب الرأي وأهل السنة.
إنه لا يستطيع اليوم أن ينحاز إلى أي الحزبين .. فكيف استطاع الإمام الليث أن يجد هذا المنهج الوسط؟ كانت آراء الليث قد انتهت إلى الشافعي منذ كان في اليمن، ولكنه كان في حاجة إلى المزيد، ولابد من السفر إلى مصر ليتلقى العلم من إمامها الليث بن سعد. ولكن أهله في مكة أم القرى يستبقونه. وإذن فليقم في مكة أم القرى حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا. وحتى يؤذن له بالسفر إلى مصر. لقد أصبح الآن يملك من عطايا هارون الرشيد ما يسمح له بالتفرغ الكامل للعلم.
وأنفق نصف ما حمله من العراق على فقراء مكة، تنفيذا لوصية أمه: أن يتصدق على الفقراء بنصف ما معه كلما قدم إلى أم القرى. وهاهو ذا الآن إمام يجلس للتدريس والإفتاء. ثابتا، راسخا، مطمئن النفس. وجعل يجلس في المسجد الحرام ساعات قليلة بعد الفجر، أما بقية النهار والليل فقد خصصه للتأمل، ولاستنباط منهج في الفقه. لكم هو نادم لأنه أضاع وقته، إذ قبل وظيفة في اليمن فدخل فيما ليس من شأنه على حساب ما كان ينبغي أن يحصل من معرفة، ويشيع من علم، وعلى حساب طلب الحقيقة والحكمة .. على أن الوقت لم يفت بعد، وعليه أن يعوض ما فات .. إنه لعمل النهار والليل إذن...
إنه ليفسر القرآن ويستنبط دلالات آياته، ويدرس الناسخ والمنسوخ، ويدرس السنة ومكانها من القرآن، ويتعرف على صحيح الأحاديث من باطلها، في عصر كثر فيه وضع الأحاديث إما مشايعة للفرق السياسية المتناحرة، وإما كيد للإسلام، وإما غفلة من وضاعي الحديث أو ناقليه حتى لقد صح عنده أن بعض الذين سمعوا الأحاديث كانوا يسمعون بعضها فيكتفون به، وقد يكون فيما يسمعوه منها ما ينسخ ما نقلوه.
ثم أخذ يفكر في كيفية استخراج الأحكام إن لم يكن هناك نص في القرآن أو السنة وكيف يجتهد المجتهد وما ضوابط الرأي. ووضع كتابا أسماه "الرسالة" فيه القواعد الكلية العامة لاستنباط الأحكام وأسس هذا الاستنباط، وأعاد النظر فيه فنقحه واختصر منه ولكنه لم يطمئن إلى نشره، فرأى أن يتركه بعض الوقت عسى أن يعيد النظر فيه، بعد طرح ما فيه من أفكار على أهل حلقته، ومناظرة شيوخ مكة وعلماء الأمصار الذين يفدون إلى البيت الحرام. وطال مقامه بأم القرى هذه المرة، وطابت له فيها الحياة، وجذب إليه الكثيرين من رواد الحلقات الأخرى في المسجد الحرام. وجلس إليه بن حنبل فأعجب به، فذهب احمد إلى أصحابه الذين يلتمسون العلم في حلقات أخرى بالمسجد الحرام وأغراهم بالذهاب إلى حلقة الشافعي. ويروي أحد أصحاب ابن حنبل: "قمت فأتى بي احمد بن حنبل إلى فناء زمزم، فإذا هناك رجل عليه ثياب بيض، تعلو وجهه السمرة، حسن السمت، حسن العقل، وأجلسني احمد بن حنبل إلى جانبه". وقال احمد ابن حنبل لصاحبه: "اقتبس من هذا الرجل فإنه ما رأت عيناي مثله، فإن فاتنا فلن نعوضه أبدا".
ثم عاد الشافعي من جديد إلى كتابه "الرسالة"، يتأمله ويهذبه حتى استقام له علم أصول الفقه، فرأى أن يذهب إلى العراق يعرض على شيوخه هذا العلم الجديد ويناظرهم فيه. كان قد جاوز الخامسة والأربعين، وقد أصبحت له بمكة مدرسة واتباع وقد أطلقوا عليه في مكة "المفتي المكي"، و"العالم المكي". وجلس في حلقة بجامع بغداد، يشرح للناس ما وصل إليه في "الرسالة" من أصول. وهناك بهر بعلمه الفقهاء والتلاميذ ..
ذلك أنه قد انتهى إلى أن القرآن الكريم قد جمع الأحكام وجاءت السنة شرحا وتبيانا لما في القرآن .. فعلى المجتهد أن يبحث عن الحكم في القرآن أو السنة .. فإن لم يجد ففي إجماع الصحابة .. إجماع الصحابة في كل الأقطار لا في المدينة المنورة وحدها، بحيث لا يصح إجماع إلا إذا اتفق عليه كل الصحابة. فإن لم يجد المجتهد حكما في كل ذلك، فعليه أن يبحث في علة الحكم الواردة بالنص، ويلحق بهذا الحكم ما يتشابه معه في العلة من القضايا الجديدة، وهذا هو القياس، وبهذا أرض الشافعي أهل الرأي وأهل الحديث جميعا.
احتفلت به بغداد كما بم تحتفل بفقيه زائر من قبل، وفرح به تلميذه احمد ابن حنبل الذي كان ألف أن يختلف إلى حلقته ويلزمه كلما زار مكة حاجا أو معتمرا، قاصدا إليها على قدميه .. وتمنى التلميذ على أستاذه أن يقيم في بغداد سنوات فينشر علمه ويؤسس فيها مدرسة فقهية جديدة. ولكن الحياة لم تطب للشافعي في بغداد .. لكم تغيرت بغداد خلال هذه السنوات الطوال التي أقامها الشافعي في مكة..!
لم تعد بعد بغداد التي أحبها .. ومات خير أصدقائه محمد بن الحسن، ولحق به آخرون، وسجن الباقون أو تركوا العراق، وذهب الرشيد، فاضطربت الأمور بعد موته .. اختلف أولاده .. وحارب الأخ أخاه على الخلافة .. فقد ولى الأمين ولم يكد يستقر على العرش حتى وثب عليه أخوه المأمون فقتله، وتولى مكانه. ومازالت أصداء النواح على البرامكة تملأ آفاق بغداد، منذ نكبهم الرشيد. وهم أقرب الناس إليه، وأعمل فيهم السيف وآلات التعذيب حتى لا يرى فوق ظهرها برمكيا.
ثم إن الرشيد بطش بكل معارضيه، ومازالوا تحت الأصفاد في كهف سحيق .. وما انفك من بين رجال العلم من يكيد لمخالفيه في الرأي ويحاول أن يوقع بهم عند المأمون .. الخليفة الذهبي .. وشيء جديد يشغل مجالس الفقه عما ينبغي أن تشغل به مما يفيد الناس في دنياهم .. فالأفكار التي تطرح على ندوات العلم والفقه هي صفات الله وعلاقتها بذات الله تعالى .. والجبر والاختيار.
ثم إن العناية بالقرآن الكريم قد عدلت عن تدبر آياته وفهم الأحكام منها، وتحرى مقاصدها بما يضبط معاملات الناس وسيرتهم في دينهم ودنياهم، وانصرف العلماء والفقهاء إلا قليلا إلى مناقشة صفة القرآن الكريم: أقدم هو أم مخلوق؟ جدل نهى الصحابة عنه، وانصراف عن مصالح العباد، ومباحث ما كانت تشغل حلقات العلم والفقه من قبل، بل كانت تعرض لتختفي، فهاهي ذي الآن تسيطر على العقول والقلوب.! وهكذا كله غير ما ينبغي أن يشغل المسلمين!! إن هذا لشيء عجيب ..
وعلى الرغم من الازدهار الحضاري الفائق، فقد أحس الشافعي أن الجسارة الفكرية في مواجهة مقتضيات الحياة باستنباط الأحكام قد بدأت تنحسر، ليزحف مد جسارة زائفة، هي الجرأة على الشريعة نفسها، وشغل الناس بما لا ينفعهم في مواجهة حياة كل يوم. يواكب هذا كله دعوة ملحة إلى الزاهد فيما أحله الله لعباده، وحض الناس على القناعة بالفقر، ليكنز الكانزون، ويستمتعوا دون الرعية حتى بما حرم الله..!
لم تعد بغداد هي المدينة التي أحبها الشافعي من قبل، وأفاد من مناظراته لعلمائها، وأتقن فيها علوم الطب والفلك، والفقه.
وإذن ما بقاؤه في بغداد!؟
وإلى من يأنس فيها؟!
ومع من يقضي وقته!!
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://abou.sudanforums.net
 
الامام الشافعى الجزء التاسع
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» الامام أحمد بن حنبل الجزء التاسع
» الامام الشافعى الجزء الثانى
» الامام الشافعى الجزء الثالث
» الامام مالك بن انس الجزء الثالث
» الامام مالك بن انس الجزء الثالث

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
كلنا اخوه :: الفئة الأولى :: المنتدى الأول :: المنتدى الاسلامى العام :: قسم خاص بالصحابه :: قسم خاص بالشخصيات الاسلامية-
انتقل الى: